- Advertisement -

- Advertisement -

باريس- الفاتيكان على خطّ الملف الرئاسي… وبحث في «تسوية»

الديار- فادي عيد

فيما يظهر من حركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بأنه باقٍ على رأس هذه الحكومة، في ضوء الحديث عن أن الحكومة الحالية، باقية إلى حين انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، تبقى الأزمات والصعوبات التي ستتوالى فصولها إلى ما بعد الإنتخابات النيابية، وتتمثل بالإستحقاق الرئاسي، الذي يبقى العنوان الأهم في المرحلة المقبلة، في سياق الخلاف القائم بين أكثر من طرف داخلي حول الأسماء المطروحة في التداول والتي ارتفعت أسهم البعض منها في الآونة الأخيرة.

وفي هذا المجال تحدث زوار للعاصمة الفرنسية، عن لقاءات حصلت منذ أشهر في باريس، بين شخصيات لبنانية وفرنسية حيث تمّ استعراض هذا الإستحقاق من جوانبه كافة، ولكن لم يتطرق البحث إليه في العمق وبشكل جدي بسبب الإنشغال بملف الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، فاستقرّ الرأي على عقد لقاءات على مستويات أوروبية وفرنسية ودولية، من أجل إيجاد حلّ وصيغة للأزمة اللبنانية بناءً على رغبة الفاتيكان. وفي هذا الصدد، كشف هؤلاء الزوار، أن قداسة البابا فرنسيس الأول، يحمل معه إلى لبنان تصوراً رئاسياً بعدما تمّ التداول به مع أكثر من جهة دولية وعربية، وبالتالي فإن بكركي في الأجواء وعلى بيّنة من كل هذا الحراك الذي حصل على خط الفاتيكان – باريس ومع المجتمع الدولي بشكل عام. ومن هنا فإن المسألة الرئاسية ليست محسومةّ في الداخل، وليس باستطاعة أي طرف أن يفرض هذا المرشّح أو ذاك، باعتبار أن ذلك ياتي في إطار توافقٍ دولي إقليمي، على غرار ما جرى في تسوية الدوحة عندما تمّ التوافق في حينه على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وفي سياقٍ آخر، أوضح زوار باريس، أن الموضوع الرئاسي، الذي يشكل الإستحقاق الأبرز على صعيد الإستحقاقات الدستورية، يرتبط بمجريات الأوضاع في المنطقة، وما ستؤول إليه الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي تحولت إلى حرب استنزافٍ، في ظلّ ما يُنقل من قبل بعض العائدين من العاصمة الروسية موسكو، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يوقف الحرب قبل تحقيق الأهداف التي رُسمت لها، وإذا استمرت عمليات الدعم العسكري من قبل الأوروبيين والإنكليز لأوكرانيا، فعندها سيكون هناك سيناريوهات جاهزة للتنفيذ عسكرياً عبر توسيع دائرة العمليات العسكرية، في حين وعلى خطٍ مواز تبقى المفاوضات في فيينا، متوقفةً، وما من أجواء تنبىء باحتمال حصول أي خرق على هذا الصعيد، وبالتالي، فإن كلّ هذه الأجواء والمعطيات والتطورات ستنعكس سلباً على لبنان، وحيث الساحة هشّة في خضّم التفكّك الذي ضرب بنية الدولة ومؤسساتها ومرافقها العامة.

وعلى هذا المنطلق، ثمة أشهر معدودة إلى حين حصول الإستحقاق الرئاسي، وحتى ذاك الحين، يتحدث زوار باريس، عن مطبّات وصعوبات كثيرة سيواجهها لبنان، خصوصاً بعدما كشف الخبراء بأنه لم يعد هناك من اموال تكفي لدفع الأجور لموظفي القطاع العام وثمة استحالة لاستمرار دعم القمح والدواء وسلع أخرى أساسية، ما يعني أن البلد مقبلٌ على ظروف صعبة، وعلى هذه الخلفية فإن الكلام عن الرئاسة الأولى قد يكون سابقاً لأوانه إلاّ في حال تمّ إنتاج تسوية دولية، تؤدي إلى انتخاب رئيسٍ توافقي، ولكن أيضاً، وعودٌ على بدء، فإن زيارة البابا فرنسيس في حزيران المقبل إلى لبنان، قد تتخطى البعد الروحي إلى طرح ملفات أساسية في صلبها الإستحقاق الرئاسي على أن يكون توافقياً بين القيادات المسيحية والوطنية. 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد