- Advertisement -

- Advertisement -

د. فغالي: ادعو كل مستهتر لقضاء يوم معنا في المستشفى.. وليسمع أنين المرضى!

“تطوّعتُ في قسم كورونا في مستشفى سيدة مارتين – جبيل لأتخطى خوفي ولأكمل عملي المهني الإنساني بعدما دقّ الموت باب عائلاتنا “، بهذه الكلمات وصفت د. كارين فغالي تجربتها في وحدة فايروس “كورونا” بعدما زارت بصفتها “طبيبة عائلة Medecin de famille” قريباً لها في المستشفى ورأت كمية الضغط الذي يعاني منه الأطباء والطاقم الطبّي.

بدموعٍ سخية وطيبة قلب لا متناهية وإنسانية لا مثيل لها، تروي د. فغالي تجربتها ومعاناتها اليومية في قسم الكورونا في المستشفى ومواجهتها للخطر والإرهاق الجسدي، بهدف تحدّي الجائحة، مع الطاقم الطبي المتعاون مع بعضه لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح.

تؤكد د. فغالي أن عمل الطبيب المعالج لا يقتصر على الرعاية الطبية فقط، بل “ان الجانب النفسي جزء أساسي من تركيزنا ودورنا في الوقوف إلى جانب المریض وتزويده بالأمل مكان أھله وأبنائه ومساعدته على تخطّي ھذه المرحلة الصعبة التي يمضيها بخوف في العزل التام، فنحن نرى الموت كل يوم ونحزن عندما لا نستطيع معالجة الحالات الصعبة التي تشارف على الموت مع العلم أن الكثير منهم في عمر الشباب، من هنا أناشد الجميع للإنتباه كثيراً وإتباع كل سبل الوقاية لأن البعض لا زال على حاله من الإستهتار، ويقومون بالزيارات وحضور المناسبات والتجمعات في البيوت، فغلطة واحدة تكلّفنا حياتنا”.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

تقف د. فغالي والطاقم الطبي عند خطّ الدفاع الأول، ويعاينون مئات المرضى يومياً، تحتاج نسبة كبيرة منهم لدخول المستشفى ولكن لا أسرّة لهم في معظم الأحيان، كما أن الوفيات في تصاعد مرعب، والأخطر من ذلك ما كشفته أن فئة كبيرة من الشباب المصاب في حالة يرثى لها، وبعضهم لم يتجاوز الأربعين من العمر، على عكس ما يشاع أن معظم ضحايا الفيروس من كبار السنّ.

وطالبت د. فغالي الشباب المستهتر أن يحاولوا قضاء يوم واحد في قسم الطوارئ ليشاهدوا ما يعانيه الأطباء والممرضون يومياً، لأن ما يراه الطبيب لا يراه الناس، فـ”نحن نسمع أنين المرضى ووجعهم، ووحدهم من فقدوا أقرباءهم وشهدوا عذاباتهم يدركون معنى الإصابة بكورونا”.

أما عن زيادة الإصابات في الفترة الأخيرة فتقول د. فغالي أن “سببه الإختلاط في عيدي الميلاد ورأس السنة، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالكورونا بعد رأس السنة لم يحجروا أنفسهم، لذلك فمن الطبيعي عندها أن تزداد الحالات الحرجة التي تحتاج الى عناية في المستشفى”. وتابعت “كلما تأخّر البعض عن تشخيص الفيروس ظناً منه أنه “انفلونزا وبيقطع” كلما زاد خطر وفاته بسبب المضاعفات، إذ ليس مقبولاً أن يخاطر الإنسان بحياته وحياة غيره على اعتبار انه “مجرد رشح وخلصنا”، لأن فئة كبيرة من الأعمار التي تتراوح بين 20 إلى 50 سنة ستعاني من إلتهاب رئوي، إذا أهملت العوارض وتأخرت بتشخيصها، تصيب الرئتين بنسبة 50 أو 60 % او اكثر فيحتاجون للأوكسيجين وللمراقبة أو يمكن للفيروس أن يضرب عضلة القلب، وفي الحالتين فإن الوفاة مرجحة بشكل كبير، لذلك من الضروري الإتصال بطبيب العائلة فوراً عند الشعور بأية عوارض مثل وجع الجسم ووجع الرأس والحرارة الخفيفة ووجع الحنجرة وفقدان حاسة الشمّ، وهو الذي يرشدنا ويوجهنا عن طريق مراقبة الأوكسيجين بالأوكسيميتر في المنزل لأنه كلما اكتشفنا الإصابة بالفيروس مبكراً وبالوقت المناسب كلما عالجنا المريض بالأدوية الصحيحة كي لا تتفاقم حالته”.

وعن نسبة الشفاء مع تطور العلاجات، تتابع د. فغالي أنها “أصبحت أكثر فعالية خاصة عندما بدأنا باستعمال الكورتزون الذي أثبتت الدراسات فعاليته لتخفيض نسبة العوارض وبالتالي نسبة الموت، ولكن يجب أن يبدأه المريض في الوقت الصحيح وليس في أول فترة المرض لأنه من الممكن أن يضرّه، والمرضى الذين هم بحاجة لعناية أيضا هناك وقت صحيح لل intubation وسبب الوفيات هو تأخر المريض بالإتصال بالطبيب وليس بسبب غياب العلاج، وهناك حالات شفاء كثيرة ننتقل منها من intubation إلى extubation لأننا ندرك اليوم أكثر من الأوقات السابقة توقيت إعطاء الأدوية اللازمة للمريض، خاصة أنه فيروس جديد على البشرية ولو كنا نعرف العلاج قبلاً لكنا أنقذنا أرواح كثيرة، ولكن يبقى الخطر في نقص أسرة العناية الفائقة”.

وعن فعالية دواء إيفرمكتين، تؤكد د. فغالي، بحسب تجربتها الشخصية، أنه كان خارج الإستعمال قبلاً ولكن بعد أن تركت منظمة الصحة العالمية الخيار للطبيب باستعماله،
تبين انه قد يفيد في بداية المرض.

وتختم د. فغالي قائلة “إن تجربتها جميلة ومؤثرة جداً فلا شيء يضاهي الشعور بالسعادة بإنقاذ أرواح الناس ودعواتهم لي عند مرورهم بأصعب الأوقات فبين الحياة والموت “شعرة”، وشكرت مستشفى سيدة مارتين التي سمحت لها بالتطوّع ووثقت بقدراتها.

حاورتها الاعلامية عبير عبيد بركات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد