نعى المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران رئيس بلدية حالات المهندس شارل باسيل ، وكتب:
رحل شارل باسيل ، لتنتظر حالات…
بالأمس ودّعنا صولانج ، فإتصلتُ بالرئيس شارل للتعزية، وكان الحوار طويلاً، فيه حسرة على غياب رفيقة وشقيقة حنونة، ومما قاله لي: أصبحت وحيداً في منزلي… وكأني به متألّمٌ جداً على رحيل صولانج كونها تركته وحيداً، طمأنني بأنه يتحسّن… وما شعرتُ أبداً بأنه سيكون الاتصال الأخير بالرئيس شارل، إلى أن فاجأني صديقي وأخي قيصر بأن شارل بحاجة الى غرفة عناية في المستشفى… فترك الرئيس منزله ذاهباً الى المستشفى علّه يستعيد أنفاسه وقواه، لكنّه فضَّل أن يتنشق عبير الملائكة في الملكوت مع اخته صولانج ، على أن يستجدي تنفساً اصطناعياً، ويكون شاهداً متألماً من مصائب تضرب البشرية عامةً، ووطننا خاصةً ، فقرّر الانتقال بسلام آخذاً معه ذكريات عائلية، وانتصارات بلدية، ومشاريع حالتية…
ورحل شارل باسيل لتنتظر حالات…
أخي قيصر ، مما لا شك فيه أن جانحاً متيناً من أجنحتك قد إنكسر، كيف لا، فأنت وشارل ورامز والمرحوم جان كنتم واحداً، إرتفعتم من العائلة المتواضعة لترفعوا معكم الأقارب والمحبين والاوفياء، لتفتخر بكم حالات والوطن بالنجاح والمواقف المشرِّفة، واليوم وبالرغم من الغياب الأليم والقلوب الحزينة والعيون الباكية، سيكتب التاريخ بأحرف من صدق، عن وفائكم وحبكم وتفانيكم في خدمة بلدتكم، التي تودّع اليوم مَن رفع رايتها عالياً، بصدقه ووفائه لها ، تاركاً بصماته على جدران تاريخها الجميل، وفي دروبها وشوارعها وأشجارها، وفي كل زاوية من زوايا جمالاتها، ليبقى شارل في ذاكرة الأوفياء…
صديقي شارل، إرحل وكن مطمئناً، فذكراك باقية في العائلة وفي دموع شقيقات ستبقى عيونهن مشتاقة لرؤياك: جانيت والكسندرا وسلام وعيالهن، لم ولن ينسوا الاخ والخال وكل الايام الجميلة التي مرَّت، عاتبين على قَدَرٍ سرق منهم أحلام المستقبل…
صديقي شارل، إرحل وكن مطمئناً، فأخوك رامز سيحملك دائماً في قلبه بصمت الفرح والألم…
صديقي شارل، إرحل وكن مطمئناً، فأخوك ورفيقك قيصر، “أبو شارل” سيضيء صورتك على جدران وطرقات وأشجار حالات ، ولن يدع العائلة وحالات تنسى، ولن يطول الانتظار…
صديقي شارل، إرحل وكن مطمئناً،
فإن الملائكة بإنتظارك لتدخلك الى ملكوت المجد السماوي، لأن أمثالك اعطوا من ذواتهم على هذه الارض ، فليكن الملكوت مسكنهم الابدي، فلن تنساك حالات وبلاد جبيل.
المسيح قام … 🙏
ج ج