- Advertisement -

- Advertisement -

106 سنوات على الإبادة الأرمنيّة: أرمن جبيل راسخون

الأخبار- فانيسا مرعي

للبنان علاقة خاصة مع الأرمن. في المحطات المفصلية، يعمّ جوّ من التضامن مع الشعب الأرمني، كما حصل أخيراً في النزاع على إقليم قره باغ. مناسبة الرابع والعشرين من نيسان من كل عام، تشكل إعادة تأكيد على أن الأرمن «لن يتنازلوا عن حقهم بأرضهم مع الأجيال القادمة»، بحسب المسؤول الإعلامي في حزب الطاشناق هاغوب هاواتيان.

وفي هذا الإطار، انتقلت وزيرة الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فارتينيه أوهانيان، منذ أيام، إلى العاصمة الأرمينية يريفان، لتمثيل رئيس الجمهورية ميشال عون، في الاحتفالية التي ستقام في ذكرى الإبادة، يرافقها سفير أرمينيا في بيروت فاهاكن أتابيكيان.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

برغم الظروف القاهرة، لا يزال يقيم في لبنان حوالى 180 ألف أرمني لبناني. وفيما يظن البعض أنهم يشكلون مجتمعات خاصة في برج حمود وعنجر فقط، فإن لهم جذوراً في معظم المناطق. بحسب لوائح الشطب التي صدرت في عام 2018، لا يزال الأرمن الأرثوذكس والكاثوليك مسجلين في عاليه والشوف وزغرتا والبترون ومرجعيون وجزين وبعلبك والهرمل والبقاع الغربي وراشيا. وحدهما منطقتا المنية والضنية لا يندرج في قيودهما الأرمن.

برغم إدراجهم على لوائح الشطب، إلا أن الحضور الأرمني افتقد من مناطق عدة. في مدينة صور، على سبيل المثال، لم يبقَ سوى عائلة صغيرة تقيم في مخيم البص الذي كان مخيماً للاجئين الأرمن في الثلاثينيات قبل تحوّله إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين. في المقابل، تحتفظ مناطق أخرى بآثار أرمنية راسخة، منها جبيل التي تضم الميتم الأرمني الوحيد في لبنان.

حوالى 250 أرمنياً، استقرّوا في مدينة جبيل التي تحتضن ميتم «عشّ العصافير» الذي أنشئ في عام 1920. الميتم شكّل عامل جذب لبعض الأرمن للاستقرار في محيطه. ترعرعوا وافتتحوا الدكاكين والمحال الصغيرة في السوق القديم. وتمايزوا مهنياً بالحرف اليدوية والنجارة والأشغال الكهربائية. وأكثر ما اشتهروا به، اعتمادهم على بعضهم البعض بتشييد منازلهم.

منذ مئة عام، يشكل الميتم معرضاً مفتوحاً لتاريخ الشعب الأرمني وتمسكه بجذوره وبوطنه الثاني لبنان. يحتضن الميتم حالياً حوالى 25 طفلاً، تراوح أعمارهم ما بين عامين وخمسة عشر عاماً، جميعهم يتلقّون دراستهم في مدارس المدينة.
في ذكرى الإبادة التي تستثير مشاعر الاتحاد والأواصر بين الأرمن، استذكر رئيس الميتم الأب دجاد أشيكيان، في حديثه إلى «الأخبار»، السيدة الدانماركية الراحلة ماريا جاكوبسون الملقّبة بـ«الماما» التي اهتمت طوال عقود بآلاف الأطفال الأرمن الأيتام قبل أن تتوفّى وتدفن في محيط الميتم وفقاً لوصيتها.

يستخلص أشيكيان، ممّا حصل بعد الإبادة، ثوابت تدرّس للأطفال من نزلاء الميتم: «نساعدهم على الإيمان بقدرتهم على تقديم أفضل ما لديهم للبنان وأرمينيا والولادة من جديد دائماً، كما فعل الأرمن بعد الإبادة. فالحياة تولد من الوجع».

وتخليداً لذكرى الإبادة هذا العام، نُصب في محيط الميتم تمثال مصغر عن التمثال الموجود في منطقة بكفيا.

في جبيل، إلى جانب «عش العصافير»، هناك متحف «آرام بزيكيان» لأيتام الإبادة الأرمنية. ينقسم بين مجموعات صور تؤرّخ الإبادة ومجموعات أخرى تستحضر الأيتام والناجين.

عام 2015، نفذت كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا، هذا المتحف، لمناسبة المئوية الأولى للإبادة. ويوضح مدير المتحف كريكور ألوزيان لـ«الأخبار» أن آرام بزيكيان الذي سمّي المتحف باسمه، كان من أول الأيتام الأرمن الذين وصلوا الى الميتم في عام 1920، لذا قررت عائلته، التي أنشأها لاحقاً، أن تحوّل المبنى ــ الذي كان قسم منه ميتماً ــ إلى متحف، تخليداً لذكراه

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد