- Advertisement -

- Advertisement -

ماذا بعد لقاء الفاتيكان؟

راكيل العتيّق – “الجمهوريّة”

تكثُر التحليلات والتوقعات عن لقاء الفاتيكان الذي عُقد في 1 تموز الجاري بين قداسة البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس في لبنان، على رغم أنّ هذا اليوم كان مخصّصاً للتأمل والصلاة من أجل لبنان، ومن أهدافه استماع الحبر الأعظم الى وجهات نظر القادة المسيحيين الروحيين عن الوضع اللبناني، فيما كان البابا مكتفياً بالإنصات الى البطاركة خلال الإجتماعات ولم يُبدِ رأياً، بل حدّد وجهة نظر الكرسي الرسولي في الكلمة التي ألقاها في ختام هذا النهار، والتي كانت واضحة ومباشرة. وبالتالي، إنّ كلّ ما يُحمَّل لهذا اليوم الفاتيكاني – اللبناني وما يُفسّر عن كلام قداسة البابا هو مجرد تحليلات أو توظيفات، بحسب مصادر مطّلعة على لقاء 1 تموز.

البابا فرنسيس أكد في كلمته المؤكّد باستمرار من الكرسي الرسولي، ومن أسلافه: لبنان الرسالة ونموذج العيش معاً. وطالبَ بالكَف عن استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية، ودعا القادة السياسيين فيه الى أن يجدوا وفق مسؤولياتهم حلولاً عاجلة للأزمة. وبدعوته هذه، يقصد الحبر الأعظم تأليف حكومة والخروج من المصالح الضيقة، بحسب مصادر ديبلوماسية.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وأتى لقاء 1 تموز تتويجاً لمسار من الدعم الفاتيكاني للبنان، والذي لن ينتهي. وانطلاقاً من مبدأ مُسلّم به أنّ «الكرسي الرسولي لن يترك لبنان»، ستكون هناك متابعة للوضع اللبناني في مرحلة ما بعد اللقاء، وهذه المتابعة تتطلّب تحضيراً ووقتاً، وتَشاركاً في المسؤوليات بين لبنان والمجتمع الدولي ومن ضمنه الفاتيكان الذي يرحّب بأي متابعة أو مساعدة أو دعم للبنان. لكن، في الوقت نفسه، يكمن التحدي الأساس في لبنان، والذي ينطبق على الفاتيكان وعلى المجتمع الدولي عموماً، في أنّ الطريق إذا كانت غير مفتوحة، أي لا يوجد سلطة مسؤولة وحكومة، فإنّ أي دعم للبنان على الأصعدة كلّها من المجتمع الدولي ستكون له حدود، والدليل ما يحصل الآن، إن لجهة الفاتيكان بحيث يدعم مؤسسات منها تابعة للكنيسة، وإن للمجتمع الدولي عموماً، بحيث عقد مؤتمر لدعم الجيش حصراً على سبيل المثال، بحسب ما توضِح المصادر نفسها. وفيما لا يكفّ الكرسي الرسولي عن طرح دعم لبنان ومساعدته مع الدول الكبرى والمؤثرة، تماماً كما طرح مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، بحيث أعربَ الفاتيكان عن رأيه بالحاجة الى دعم لبنان والشعب اللبناني بكامله، من مسيحيين ومسلمين، بات هذا كلّه مرتبط أكثر، يوماً بعد آخر، بالوضع في لبنان، وبمَن سيتلقّى هذا الدعم وكيف سيجري التعامل معه؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد