- Advertisement -

- Advertisement -

غداء عمل لبناني ــ فرنسي الجمعة في “الاليزيه” بأطباق دسمة!

نقلا عن موقع ليبانون فايلز

محصنا بثقة داخلية مريحة ب 85 صوتا نيابيا وثقة دولية اميركية – فرنسية بقيت حتى الساعة منقوصة خليجيا، حزم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امره، ورتب اولوياته وانطلق برحلة محاولة الانقاذ ، ولو بات من الصعب «على العطار ان يصلح ما افسده الدهر» على حد تعبيره. حزم ميقاتي امتعته وبدل الانطلاق من الداخل حط ميقاتي عينه على الخارج الذي يعول عليه لحشد الدعم للبنان والمساعدة ببدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

ومن فرنسا «الام الحنون»، لا بد من الانطلاقة الاولى للحكومة الميقاتية، كيف لا ومعلوم الدور الذي لعبته باريس وتحديدا الرئيس الفرنسي في الولادة القيصيرية للحكومة الميقاتية!

Ralph Zgheib – Insurance Ad

حكي الكثير ان ميقاتي طلب موعدا لزيارة المملكة التي غادر سفيرها البلاد الجمعة، كما حكي ان الرجل الطرابلسي يفضل ان تكون زيارته الاولى لدولة عربية خليجية، لكن الواقع يشير بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة على جو ميقاتي بانه لم يطلب بعد اي موعد لزيارة السعودية، ولو انه، وبحسب مصادر موثوقة، يعمل جاهدا على محاولة الحصول على موعد لزيارة الرياض ،لاسيما ان اوساطا مطلعة على جوه تعلق عما اذا كان سيزور المملكة قريبا بالقول: «هذا الامر طرح بالاعلام ولم يطرح بالمباشر، فهو عمل على صيغة متوازنة حكوميا وحرص في تصريحاته على طمأنة الخليج العربي، لذا فلا بد من انتظار كيف سيتلقف الخليج هذا الامر». والمقصود الرياض!

وعليه، فبدل ان تكون الوجهة الاولى خليجية، اتت اوروبية بختم العراب الحكومي الفرنسي ايمانويل ماكرون، اذ اكد «الاليزيه» ان الرئيس الفرنسي سيجتمع بميقاتي الجمعة الى مأدبة غداء،ثم اعقب بيان «الاليزيه» بيان من المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة يعلن ان ميقاتي سيزور باريس الخميس على ان يستقبله ماكرون الجمعة.

مصادر مطلعة على جو الزيارة المرتقبة غدا للاراضي الفرنسية، اكدت انها اتت بدعوة رسمية من ماكرون، واتت باطار غداء عمل سيجمع الطرفين تعددت اطباقها التي من المتوقع ان تكون «دسمة»، كاشفة ان ابرز الملفات التي يحملها معه ميقاتي لباريس تتمثل بطلب الدعم الفرنسي الدائم للبنان ، لاسيما ان اجتماعا ثانيا آخر مرتقبا نهاية ايلول لمؤتمر باريس الذي انعقد في ٤ اب لمتابعة ما تحقق منه.

وهنا تكشف مصادر باريسية لـ «الديار» بان البحث اللبناني الفرنسي سيتركز ايضا على الدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا في مفاوضات لبنان المقبلة مع صندوق النقد الدولي، ولا تستبعد المصادر ان يتطرق الرجلان للعقوبات الاوروبية التي حكي انها ستفرض على من يعرقل عمل الحكومة، وبطبيعة الحال سيجدد ماكرون على مسمع ميقاتي وجوب الاسراع بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة وفي مقدمها التدقيق الجنائي. وعما اذا كان سيفاتح ماكرون ميقاتي بملف حاكم مصرف لبنان فتتكتم المصادر وتقول: «حتى لو فتح الملف فهو يبقى على طاولة الاليزيه»!

على اي حال، لا يختلف اثنان على اهمية زيارة ميقاتي لباريس في هذا التوقيت بالذات، ولا يختلف اثنان ايضا على الدور الذي تسعى فرنسا لتحقيقه في الشرق الاوسط، وهنا تشير اوساط فرنسية الى انه بالعادة وعندما تتشكل حكومة لبنانية تكون الوجهة الاولى لرئيسها دولة عربية، فيما اليوم نرى الوجهة فرنسية، وفي هذه النقطة كما ترى المصادر، انها تثبّت الدور الاساس الذي ارادت فرنسا ان تعززه وتؤكده ويتمثل بانها لم تفشل في لبنان وانها لم تبتعد عن لبنان، وما نجاحها ولو بضوء اخضر اميركي على فك اسر الحكومة اللبنانية بعد اتصال ماكرون- رئيسي الا نقطة اضافية تسجل في رصيد الرئيس الفرنسي على ابواب انتخابات رئاسية تحتدم على الارض الفرنسية.

وقبل لبنان، كان ماكرون قد عبر العراق حيث اضاف لرصيده السياسي نقطة جديدة بزيارته التي وصفتها الاوساط الباريسية بالناجحة جدا لاسيما اقتصاديا ، حيث حازت فرنسا على «حصة الاسد» في اعادة اعمار العراق، وتمكنت شركة «توتال» الفرنسية من الاستئثار على حصة بلغت 75 بالمئة من الاعمال في العراق ، وهي حصة لم تحصل عليها باريس منذ زمن صدام حسين! كل هذه التطورات على صعيد الدور الفرنسي في المنطقة، يضاف اليها الانفتاح الفرنسي على الامارات، رفع من رصيد ماكرون السياسي الذي اصر على عدم الفشل في لبنان فكان له ما اراد.

من هنا تؤكد الاوساط الباريسية ان زيارة ميقاتي الخارجية الاولى، والتي ستكون وجهتها غدا باريس ، هي بحد ذاتها ترجمة لنجاح ماكرون بالوصول لما يريده وتأكيد من الناحية الفرنسية على انه ليس هناك من خلاف اميركي – فرنسي على ملف لبنان انما تكامل واهداف مشتركة. وبالتالي، فالزيارة التي يتوقع ان تكون ناجحة بكل المقاييس والتي يعتبرها بعض المصادر المتابعة للملف اللبناني محاولة «رد جميل» من ميقاتي لماكرون الذي كان يتمسك به منذ البداية، سيُقرّش نجاحها في الميزان الفرنسي الاقليمي قبل حتى الميزان السياسي اللبناني.

وبانتظار ما قد يفرغه ميقاتي من جعبته اللبنانية في العاصمة الفرنسية، وما قد يعود به الى بيروت، فالاكيد ان جلسات مجلس الوزراء لن تنطلق الاسبوع الحالي، اذ تفيد المعلومات ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اتفقا في اجتماع الامس في بعبدا على ان ترحّل اولى جلسات الحكومة الى الاسبوع المقبل، مع ارجحية ان تعقد اولى الجلسات يوم الاربعاء، بعدما تم الاتفاق على ان تنعقد الجلسات الاسبوعية لمجلس الوزراء.

جويل بو يونس – الديار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد