- Advertisement -

- Advertisement -

لبنان يتلقّف تطوّرات المنطقة… وميقاتي يستكمل جولاته

الديار- فادي عيد

أبدت جهة سياسية مواكبة عن قرب لتطورات الأحداث، مخاوفها من الأسابيع المقبلة على لبنان على خلفية الإستحقاقات الداهمة قضائياً وسياسياً واقتصادياً، وكذلك دستورياً جراء اقتراب موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، وما ستكون عليه الصورة، إن لجهة الإبقاء على قانون الإنتخاب الحالي، أو على صعيد ما يمكن أن يحصل عليه من تعديلات، إضافة إلى التحالفات التي يعوّل عليها كثيراً في ظلّ المتغيّرات المرتقبة في البلد، وذلك ربطاً بالإصطفافات الحالية، والتي نتجت عن جملة تحوّلات حصلت خلال العامين المنصرمين، وما بينهما من انهيار للوضع الإقتصادي، والذي بدوره سيكون له تأثيرات على مجمل الأوضاع في البلد وعلى وجه الخصوص الإنتخابات النيابية، في ظل ما يحكى عن محاسبة بعدما وصلت أوضاع الناس إلى ما هي عليه من تدهور وانحدار ومعاناة.

وفي هذا الإطار، تكشف هذه الجهة السياسية، عن إمكانية وصول البلد خلال الأشهر المقبلة إلى وضعية من شأنها أن تعيد خلط الأوراق والحسابات نظراً لدقّتها وخطورتها في آن، في ظل أجواء عن تدخّلات دولية وإقليمية مع بعض القوى المحلية، لربط لبنان بما يجري في المنطقة، على أن يكون من ضمن سياسة المحاور، وهذا ما يذكّر كما تنقل الجهة السياسية نفسها، بحقبة السبعينات والثمانينات خلال تواجد منظمة التحرير الفلسطينية وأحزاب وقوى لصيقة بمحاور إقليمية ودولية، ما أدّى إلى انفجار البلد لاحقاً من خلال الحروب التي حصلت نتيجة تلك الأوضاع التي كانت سائدة حينها، ولكن اليوم ليس هناك من حروب في هذه المرحلة، بل إعادة تركيب سلطة وطبقة سياسية مختلفة عن مرحلة ما قبل الطائف وما بعده، ولهذه الغاية تأتي معظم الوفود الدولية إلى لبنان، وخصوصاً الموفدين الأميركيين والفرنسيين وسواهم، في إطار العمل من قبل المجتمع الدولي على ما يمكن أن يكون عليه الوضع في العراق وسوريا والأردن ولبنان، إلى دور مصري وعراقي، وهذه المسألة هي الطاغية اليوم على الحركة السياسية الإقليمية والدولية، وإن جاءت من باب استجرار النفط والغاز من مصر والأردن عبر الأراضي السورية، لكن المسألة تتخطى ذلك إلى الشأن السياسي وإعادة هيكلة الوضع برمّته على صعيد البنية السياسية الداخلية، وذلك، ما سيتبلور في وقت ليس ببعيد، وحتى الإنتخابات النيابية والإصرار عليها من قبل المجتمع الدولي، وتزامنها مع ما سبقها من انتخابات في العراق، واستحقاقات حصلت في بعض دول المنطقة، فذلك مؤشر واضح لما يُحاك ويُخَطّط له من أجل إعادة بناء البلد على أسس جديدة في السياسة والأمن والإقتصاد.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ويبقى، وحيال هذه الأجواء التي يُتوقع حصولها، فإن الحكومة الميقاتية ستواجه استحقاقات وتطورات في غاية الدقّة والصعوبة، بعدما تبين أن المجتمع الدولي والمانحين يرفعون من سقف شروطهم ويشدّدون على الإصلاح والإنتخابات، فيما التدهور على صعيد الخدمات يثقل كاهل هذه الحكومة، ويتردّد وفق المعلومات، أن رئيسها نجيب ميقاتي، ووفق ما ينقل عن المقربين منه، قد يسعى خلال الأيام القليلة المقبلة إلى استكمال جولاته على دول عربية وغربية من أجل الإستحصال على مساعدات عاجلة، وتحديداً في ما يتعلق بالكهرباء والمحروقات والشأنين التربوي والصحي، قبل أن تواجه حكومته مطبّات الشارع الذي يتحضّر لإطلاق سلسلة تحرّكات، ليس فقط لمرور عام على إطلاق ثورة 17 تشرين، وإنما من خلال ما يجري من تردٍّ مخيف للوضعين الحياتي والمعيشي، بحيث سيطلب المساعدات العاجلة من هذه الدول كي تستمر حكومته حتى تمرير الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل، وإلا المسألة في غاية الخطورة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد