- Advertisement -

- Advertisement -

رسائل بالجملة تحملها مساعدة وزير الخارجيّة ردّاً على عبداللهيان

الديار – بولا مراد

واشنطن لن تخلي الساحة اللبنانية لطهران وسبب رئيسي وراء تساهلها بملف المحروقات

رغم ما يبدو انكفاء تنتهجه الولايات المتحدة الاميركية في التعامل مع اكثر من ملف، انطلاقا من أفغانستان التي سلمتها لطالبان وصولا الى لبنان التي وكلت الفرنسيين بها ما ادى لانجازهم تسوية مع ايران ادت لولادة الحكومة العتيدة، الا ان التدقيق ببعض المواقف كما بالحركة الاميركية باتجاه لبنان توحي بأنه ورغم قيامها بخطوة الى الوراء، لكن واشنطن ليست بصدد تسليم الساحة اللبنانية لطهران. ولا شك ان توقيت زيارة مساعدة وزير الخارجيّة فيكتوريا نولاند الى بيروت نهاية الاسبوع الحالي والتي تأتي بعد ايام من زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى لبنان حيث اطلق مواقف متقدمة من خلال دفعه لتعاون اقتصادي لبناني- ايراني، ليس صدفة، اذ يبدو جليا ان واشنطن ستوجه مجموعة رسائل للايرانيين ولمن يعنيهم الامر من قوى لبنانية وغيرها ردا على الرسائل التي وجهها عبد اللهيان وقبله ح ز ب الله وبخاصة على لسان رئيس المجلس التنفيذي في « ح ز ب الله » هاشم صفي الدين الذي قال إن «الاميركيين يؤثرون في لبنان أمنيا وسياسيا وماليا واقتصاديا، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها، ولكن نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأمريكية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، سيشاهد اللبنانيون شيئا آخر»…

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ورغم اعلان الخارجية الايرانية نهاية الاسبوع الماضي قرارها مواصلة المفاوضات في فيينا مع مجموعة الـ4+1 (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في فيينا، فذلك لا يعني ان الكباش الاميركي- الايراني سيهدأ او يتلاشى، بل بالعكس لن يكون مستبعدا ان نلمس مزيدا من التصعيد في الساحات حيث هناك نفوذ للطرفين من منطلق سعيهما لتحسين شروطهما قبل الجلوس مجددا على طاولة التفاوض. ويستبعد مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر ان يتم توقيع اتفاق قريب بين طهران وواشنطن بما يتعلق ب»النووي الايراني» معتبرا ان العودة الى التفاوض لا يعني حكما ان توقيع الاتفاق بات قريبا».

ويتفق سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة مع نادر لجهة ان الولايات المتحدة الاميركية لم تخل المنطقة والساحة اللبنانية ضمنا لطهران، مشددا على انه «أمر غير وارد في السياسة الاميركية، اضف ان الاوروبيين والإسرائيليين لا يقبلون بذلك. ويعتبر طبارة ان «مصلحة المجتمع الدولي هي بعدم انهيار لبنان لذلك فان التساهل الاميركي الذي نراه وبالتحديد بموضوع تعليق قانون «قيصر» والسماح باستجرار الغاز المصري من الاردن عن طريق سوريا فلكوننا اقتربنا من الانهيار واصبحنا فيه. « ويضيف طبارة ل»الديار»:»تحسن العلاقة الاميركية الايرانية وتأثيره على المنطقة لن نلمسه الا بعد توقيع الاتفاق النووي». 

من جهته، يرى نادر ان ما اختلف عن السابق على صعيد الدور والوجود الاميركي في لبنان هو «عدم وجود زخم اميركي كالذي اعتدناه سابقا من منطلق ان اولويات واشنطن تبدلت مع بروز الصين كلاعب اساسي على المستوى الدولي واحتدام التنافس بين بكين وواشنطن، وهو صراع بات اقرب للحرب الباردة». ويقول نادر ل»الديار»:»ما تغير هو  اسلوب واشنطن واستراتجيتها في منطقة الشرق الاوسط بحيث باتت تلعب على التوازنات بدل التدخل المباشر والحروب الاستباقية… تغيرت العقيدة الاميركية الدفاعية والاستراتيجية في المنطقة وهو ما رأيناه في افغانستان حيث يمكن ادراج الانسحاب باطار اللعب على التوازنات»، لافتا الى انه «اذا كانت واشنطن قد اخلت الساحة، فذلك لا يعني ان ايران ستسفيد من الفراغ القائم.. هناك توازنات دقيقة للاعبين اساسيين كالأتراك والروس والاسرائيليين ودول الخليج». ويعتبر نادر ان «الاستراتيجية الاميركية في المنطقة تنسحب لا شك على الساحة اللبنانية حيث لا يزال هناك اهتمام ووجود اميركي انما بأسلوب مختلف». ويشير نادر الى ان «انحلال الدولة في لبنان والاصطفاف الحاصل سيؤدي لتمزيق لبنان، وهو ما نراه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ويؤدي عمليا لتقسيم لبنان كأمر واقع بعدما بات هناك مناطق خارجة عن سيطرة الدولة وقطاعات مسيطر عليها تماما من قبل تنظيمات عسكرية».

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد